وساوس الشيطان وعلاجه
السؤال: كيف أتخلص من وساوس الشيطان التي تعتريني عند أداء أي عبادة، علماً أني ذهبت للقراءة عند المشايخ فأثبتوا لي أن عندي مساً من الجن؛ بسبب عين، على الرغم من كثرة العبادة والصبر والدعاء وقد داومت على الذكر وقراءة القرآن بصورة مستمرة، ولكن لا أجد فائدة، فأحس بالاختناق عند قراءة القرآن وكتمه، والله المستعان؟
الجواب: نسأل الله العلي الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ويشفي كل مؤمن أصيب، هذا يا أختي الكريمة احتسبيه عند الله تبارك وتعالى، بغض النظر عن القراءة والمشايخ، وأنا لا أنصحك أن تذهبي إلى أحد إلا أن تلجئي إلى الله تبارك وتعالى، وأن تتضرعي إليه، ومن زارك من الأخوات عليها أن تتطوع وتبادر هي بالقراءة عليك، أو من محارمك دون أن تطلبي ذلك، لتكوني إن شاء الله تبارك وتعالى أكثر إيماناً وتوحيداً، هذا ما أنصحك به.
وأقول: احتسبي ما تلاقين عند الله تبارك وتعالى، وأعلمي أن هذا الأمر سينتهي بإذن الله.
وبعض الأخوات والإخوة يطول بهم ذلك شهراً أو سنة أو أكثر، ولكن في النهاية سيشفى بإذن الله.
واعلمي أنك ما تضرعتِ، ودعوتِ، وبكيتِ من خشية الله تبارك وتعالى والتجأت إلى الله تبارك وتعالى فإنه في ميزان أعمالك يكون خيراً لك لو لم تصبك هذه الحالة، وكنتِ تقرئين القرآن وتصلين وتصومين وتعبدين، ولكن بدون هذه الضراعة والبكاء، ربما يكون حالك كحال أختك السابقة التي تفعل من القربات والطاعات، ولكن لا تجد لذة وحلاوة.
وهذه اللذة: لذة الانكسار والدعاء والضراعة والبكاء بين يدي الله تبارك وتعالى، أن ييسر لك أن تتلي القرآن وتتعبدي، وأن يطرد الشيطان عنك لتعبديه، هي بذاتها مكسب عظيم، وعبادة عظيمة، فاحرصي عليها فإن عوفيتي وشفيتي فالحمد لله، وكله بفضل الله تبارك وتعالى، واجتهدي في شكر النعمة بعبادة الله تبارك وتعالى أكثر فأكثر، وإن كان غير ذلك فاستديمي الصبر واعلمي أن هذا خير لك بإذن الله تبارك وتعالى.